العمل وفق المبادئ
انطلاقاً من قيم ومبادئ حضرة بهاءالله التي تتطلب أن نرى أبناء جنسنا كأعضاء لعائلة إنسانية واحدة وأن نسهم بصورة فاعلة في إشاعة الألفة والوئام بين الناس، يسعى البهائيون بكل جهد وبالتعاون مع كافة مكونات المجتمع البحريني إلى تنمية الأحياء التي يعيشون فيها بشتى مناطق المملكة، والمساهمة في إيجاد المزيد من التقارب والتعاون في المجتمع. فللبهائيين مشاركات عديدة في المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى تنمية البيئة الاجتماعية وخدمة المجتمع. تتنوع هذه المساهمات من مشاريع ومشاركات على مستوى الأحياء والتجمعات السكانية المحلية وصولاً إلى المشاركة في المشاريع الوطنية التي تخدم كافة أبناء مملكة البحرين.
أهمية التربية الأخلاقية والإنسانية
للأطفال والناشئة
فقد خلق الله عز وجل جميع الناس نبلاء لكن العادات التي يكتسبها الفرد على مرّ الزمان حسنة كانت أم سيئة تصبح جزءاً من تصرفاته اليومية طيلة حياته، لذا أوجبت التربية الروحانية تقويم سلوك النشء – من سنوات الطفولة المبكرة وصولاً إلى مراحل المراهقة المبكرة – وغرس الفضائل الإنسانية فيهم لتكون لهم منهاجاً مدى الحياة وتجنبهم الرذائل وتجعلهم أفراداً فاعلين لبناء عالم أفضل.
تفضل حضرة بهاء الله:
"أنظُر إلى الإنسانِ فهو بمثابةِ مَعدنٍ يَحوي أحجاراً كريمةً تخرجُ بالتربية جواهرهُ إلى عَرصَة الشُهودِ وينتَفِعُ بها العالمُ الإنسانيُ"
من منطلق إيمانهم بأهمية التربية الأخلاقية والإنسانية للأطفال والناشئة، واعتقادهم بأن التربية والتعليم وبناء الأجيال فرض وواجب روحيّ وإيمانيّ على كل مؤمن، يولي البهائيون اهتماماً خاصاً بالمبادرات والمشاريع التي تهتم بالجوانب التعليمية والتربوية والأخلاقية للنشء من الطفولة المبكرة وصولاً إلى مرحلة الشباب، وكذلك تعزيز قدراتهم الأخلاقية والفكرية وإعدادهم للمشاركة الفاعلة في شؤون مجتمعهم. فبالتربية الأخلاقية والفكرية تؤسس حضارة إنسانية يتوازن فيها التقدم المادي والتطوّر الروحاني معاً لنضمن للبشرية حياة يسودها السلام والازدهار.
الشباب الناشئ
والنموّ الروحاني والمادي
لهذا فالمطلوب في هذا العمر مساعدتهم في تعزيز قدراتهم الروحانية والفكرية وإعدادهم للمشاركة الفاعلة في شؤون مجتمعهم ليصبح لدى الشباب الناشئ هدف مزدوج هو النمو ذاتياً والمساهمة في تنمية ورفاه المجتمع على حدٍ سواء. فبالتربية الأخلاقية والفكرية تتوطد دعائم حضارة إنسانية يتوازن فيها التقدم المادي والتطور الروحاني معاً لتضمن للبشرية حياة يسودها السلام والازدهار.
يتوق الشباب الناشئ للنموّ الروحاني والمادي والمساهمة "في مقدرات البشرية"، ولديهم العديد من القوى الرائعة، التي يعد توجيهها بشكل سليم من الأمور الهامة. كما أن مستوى جديداً من الوعي يعزز لديهم اهتماماً متزايداً بمسائل عميقة وينمي مواهبهم وقدراتهم. ونظراً لقدرتهم على فهم وإدراك الحياة بشكل أكبر وأعمق، تتشكل لديهم، خلال فترة الثلاث سنوات الحرجة والقصيرة هذه، أفكار حول الفرد والمجتمع قد تؤثر إلى حد كبير على بقية حياتهم.
الدعاء والمناجاة
وأثرها في تطوير حياة الفرد
يحرص البهائيون على مشاركة الآخرين من مختلف الأديان والخلفيات في تلاوة الكلمات الإلهية بصفة دورية حيث يتحدون جميعاً على حب الله وذكره ثم التأمل والتعمق في لآليء الحكمة المستقاة من تلك الكلمات الجليلة. إن الكلمة الإلهية والتي تسمو فوق إدراك البشر، لها عظيم الأثر على أرواحنا ونفوسنا حيث تجمعنا قوة هذه الكلمة وتعمل على توطيد أواصر وحدتنا لنرى بعضنا البعض بعين الأخوة والمساواة. إنها تلك القوة التي تمحو الفروق وتؤلف بيننا بمختلف أدياننا وأطيافنا وأجناسنا لتخشع قلوبنا في حب الله وتنبثق وحدتنا من الله الواحد الأحد.
وهنا يأتي دور الأفراد في السير نحو الكمال الإنساني كلٌّ على قدر عزمه وسعة قدرته؛ فيعمل بفاعلية في تنمية المجتمع الذي يقيم فيه، ويساهم في زيادة التقارب المجتمعي، ويعزز الانسجام بين الجيران، ويشارك في مشاريع البيئة المحلية، ويعمل على تحسين مرافق العيش المحلية، ويساهم كذلك في تقدم برامج التربية والتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية. فما أجمل أن تكون الخدمة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، وما أعظم أن نسير معاً على طريق الخدمة، نشارك الآخرين، وندعوهم للعمل معاً.
كما يؤمن البهائيون بأن الأدعية والمناجاة لها أثر كبير في تطوير حياة الفرد والمجتمع وخلق مناخ يحفز على خدمة البشرية.
يتفضل حضرة بهاء الله :
"أن اجتمعوا بالرَّوْح والرَّيْحَان ثم اتلوا آيات الرَّحمَن بها تُفْتَحُ على قلوبكم أبواب العرفان إذاً تَجدوا أنفسكم على استقامة وتَروا قلوبكم في فرح مبين".
إن الدعاء والتأمل هما في الحقيقة عناية إلهية كرم الله بهما عباده المؤمنين وحثهم على ذلك أستدراراً لرحمته وبركته، فالتقرب إلى الله يعطي الانسان السكينة والاطمئنان ويدعوه إلى التحلي بالفضائل الإنسانية. تعد جلسات الدعاء التي تعقد على نحو منتظم في منازل البهائيين لنموذجاً حياً لتطبيق مبدأ الوحدة في التنوع؛ إذ يشارك فيها الناس من جميع أطياف المجتمع بروح من المحبة والوحدة ويتم خلالها تلاوة الكلمات الإلهية من الآثار البهائية ومن غيرها من الكتب المقدسة لتعزيز الحالة التعبدية والتقرب إلى الله عزّ وجلّ وجلب التأييد لتقدم وطنهم والعالم بأسره.
يتفضل حضرة بهاء الله:
"فضل الإنسان في الخدمة والكمال لا في الزينة والثروة والمال. اجعلوا أقوالكم مقدسة عن الزيغ والهوى وأعمالكم منزهة عن الريب والرياء. قل لا تصرفوا نقود أعماركم النفيسة في المشتهيات النفسية ولا تقتصروا الأمور على منافعكم الشخصية... اجتنبوا التكاهل والتكاسل وتمسكوا بما ينتفع به العالم من الصغير والكبير والشيوخ والأرامل. قل إياكم أن تزرعوا زؤان الخصومة بن البرية وشوك الشكوك في القلوب الصافية المنيرة."