الطريق الى وحدة العالم الإنساني
التعايش طريقنا للمستقبل
بعض المقالات عن التعایش
من قصص التآخي والتعايش البحريني
بقلم محميد المحميد
حينما كنت صغيرا وأسكن في بيت العائلة الكبيرة في حالة بوماهر بمدينة المحرق الشماء، كان يحيط بنا جيران من مختلف المذاهب والديانات، فعلى الجانب الأيمن كانت عائلة شيعية، وعلى الجانب الأيسر عائلة سنية، وخلفنا عائلة بهائية، وأمامنا عائلة شيرازية، وكانت الأسطح مفتوحة على الجميع للتسامر عند المساء، وكان في بيتنا نخلة كبيرة تقوم والدتي وخالتي بتوزيع الرطب على جميع الجيران وقت الحصاد...
الرياضة تجمعنا حول قيم إيجابية وتدعم ثقافة الحوار
بقلم إيرينا بوكوفا - المديرة العامة لليونسكو
(كلمة بمناسبة اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام الموافق 6 أبريل نيسان 2016)
ما هو الدور الذي يمكن أن تؤدّيه الرياضة اليوم في إشاعة السلام وبناء مجتمعات شاملة للجميع؟ إن هذا اليوم الدولي يتيح لنا فرصة الارتقاء بالقيم الأساسية المتمثلة في التشارك والاحترام المتبادل وتخطّي الذات والتي تجسّد الروح الرياضية. فإن الرياضة تجمعنا حول قيم إيجابية، وتتيح تدعيم ثقافة الحوار عبر الحدود الجغرافية. فتاريخ الرياضة يثبت ﻗﺪرتها ....
أعلام في التسامح والسلام: نظرة إلى العام 2015م
بقلم سليم مصطفى بودبوس
هكذا، مرّت سنة 2015م تطوي الأيام طيّا، تتالت فيها أحداث إرهابية هزّت الأرض مشرقاً ومغرباً، من وطن إلى آخر، وامتدّت خلالها رقعة التفكير الإرهابيّ جغرافيّا وبشريّا.
هذا المعطى المؤلم يفرض على العالم عمومًا، وعلى الأمّة الإسلاميّة خصوصًا تحديات جساماً؛ ذلك أنّنا اليوم، وفي هذا الزمن - زمن كراهيّة البشر والحجر- أشدّ حاجة إلى استعادة ثقافة التسامح والتراحم ....
شاركونا في الحوار
هذه مساحة حرة لتبادل الآراء والأفكار البناءة والمشاركة في الحوارات التي تثري تطور وتقدم مجتمعنا. الرجاء الضغط على الصورة أو العنوان ادناه لقراءة الموضوع والمشاركة في الحوار
إن مبدأ وحدة الجنس البشري وتأسيس السلام بين الشعوب مبدأ لا يطبق على مستوى الأفراد فحسب، بل يتعلق كذلك بطبيعة العلاقات التي تربط بين الدول والأمم باعتبارهم أعضاء في عائلة إنسانية واحدة. هذه الوحدة هي حقيقة روحية تؤكدها العلوم الإنسانية بأسرها. إن علم الإنسان وعلم وظائف الأعضاء وعلم النفس - هذه العلوم كلها تعترف بانتماء الإنسان إلى أصل واحد، رغم أن المظاهر الثانوية لحياته تختلف وتتنوع بصورة لا حصر لها ولا عد. ويتطلب إدراك هذه الحقيقة التخلي عن التعصبات بكل أنواعها؛ عرقية كانت أو طبقية أو دينية أو وطنية أو متصلة باللون أو بالجنس أو بمستوى الرقي المادي، وبمعنى آخر ترك كل ما يوحي إلى فئة من البشر بأنهم أفضل شأناً أو أسمى مرتبة من سواها.
إن أصل وعلة خلق الإنسان واحدة، أما الاختلاف في الشكل واللون واللغة والعادات والمعتقدات وطرق وأساليب المعيشة من ملبس ومأكل وغيرها جاءت كنتيجة طبيعية لتوزيع الإنسان على سطح الكرة الأرضية، حيث سكن في ظروف طبيعية وتضاريس جغرافية مختلفة. فهل يعقل أن تشكل هذه الفروقات عائقا للقبول والتعايش بين أبناء البشر؟ أم أنها تضفي مزيداً من التنوع والجمال على الروضة الإنسانية كما تضفي الأزهار بمختلف أشكالها وألوانها رونقاً وجمالاً على الحديقة الواحدة وتبعث في الروح إحساساً داخلياً عميقاً بعظمة وجلال الخالق؟
مما لا شك فيه أن عالمنا اليوم في أشد الحاجة إلى الوحدة والاتحاد، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بترسيخ مفاهيم التسامح الديني وتطبيق مبدأ التعايش بين جميع البشر، وهذا جوهر ما تدعو إليه جميع الأديان.
خاضت وتخوض البشرية- من واقع الأنانية وسيطرة التعصبات بأنواعها- حروباً ومعارك ونزاعات لم ينتج منها سوى المزيد من الدمار والشقاق واستنزاف الطاقات والأرواح والأموال، مع أن الله سبحانه أودع فينا القدرة على التشاور لاستخلاص أفضل الحلول والوصول إلى أنبل وأسمى الأهداف التي تخدم مصلحة الجميع! فما يناله الجزء من جراء الحروب بحسب الظاهر، يمكن أن يناله الكل بالصلح والسلام. يتفضل حضرة بهاء الله: "لعمري قد خلقتم للوداد لا للضغينة والعناد، ليس الفخر لحبكم أنفسكم بل لحب أبناء جنسكم".
أما آن الأوان في ظل الحياة الراهنة أن نتحدث بلغة السلم والتفاهم وننبذ التعصب والأنانية ونعيش حياة كريمة، باحترام الآخر، في أمن وأمان؟ أما آن الأوان أن نوفر للأجيال القادمة حياة أفضل مما نعيشها اليوم؟