منذ القدم كانت البحرين حاضنة التنوع البشري والفكري وثرية بالتآلف والانسجام بين جميع قاطنيها على اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم. فمياه البحرين الدافئة التي لطالما اثرتها بلآلئها النفيسة جادت عليها أيضأ بثراء بشري وتنوع فكري، مما زاد من جمال وبهاء دانة الخليج وجعلها نموذجا يشار إليه بالبنان.
يعود تاريخ البهائية في البحرين إلى اللحظات الأولى لانبثاق نور هذا الدين الجديد، فقد كانت البحرين مُقاما لعالم دين جليل هو الشيخ أحمد بن زين الدين بن ابراهيم الاحسائي (١١٦٦هـ إلى ١٢٤١هـ) الذي كان أحد أهم من بشروا علنا بقرب ظهور موعود سماوي ورسالة إلهية جديدة. اتخذ الشيخ أحمد الاحسائي وطلابه من البحث عن الرسول الجديد والتبشير بقرب ظهوره منهاجا للحياة، فقد شد الرحال متنقلا بين مختلف مدن وأرجاء المنطقة يبحث شرقا وغربا ويبشر الناس ويهيئهم لتلقي البناء العظيم. واتبعه في ذلك عدد ليس بقليل من مريديه وطلابه. وافت المنية الشيخ أحمد الاحسائي قبل ظهور الدين الجديد بسنوات قلائل إلا أن بعضا ممن تتلمذوا على يديه وحملوا أفكاره كانوا من أوائل الذين آمنوا بهذا الظهور.
تشير القرائن التاريخية إلى تواجد البهائيين في البحرين منذ العقود الأولى لنشئه الدين البهائي، فأهالي الخليج كانوا من ضمن أوائل من استقبلوا المبادئ والتعاليم السامية التي جاء بها حضرة بهاء الله حيث آمن عدد منهم برسالته. وقد ساهم الترابط الاجتماعي بين الأهالي في مختلف أرجاء المنطقة وروح المودة التي تميز بها سكان الخليج عموما والبحرين على وجه الخصوص على احتضانهم والتعايش معهم بكل ود ومحبة، فهم أبناء هذه المجتمعات وجزء لا يتجزأ من نسيجها. والبهائيون في البحرين يعملون مع إخوتهم في الجيرة والوطن من أجل رقي وتقدم وطنهم الحبيب بكل عزم وتفان .
البحرين اليوم تفتخر بما تتميز به من تنوع وثراء اجتماعي وفكري، والبهائيون فيها يعملون جنبا إلى جنب مع سائر مكونات مجتمعهم من أجل خدمة وطنهم ورقي بلادهم والمساهمة في بناء عالم أفضل، مدفوعين بحبهم للوطن واعتقادهم بأهمية خدمة الإنسان كواجب وجداني وإيماني مقدس.

البهائيون في البحرين