يتفضل حضرة عبد البهاء:
"آمل أن يصبح كلّ واحدٍ منكم عادلاً أن توجهوا أفكاركم نحو وحدة الجنس البشريّ، أن لا تؤذوا جيرانكم أبدا ولا تذكروا أحداً بسوء، وأن تراعوا حقوق كل الناس وأن تهتمّوا بمصالح الآخرين أكثر من مصالحكم".
البهائية في سطور
بعث الله عز وجّل إلى البشرية عبر التاريخ سلسلة من المربين– وهم رسله الذين بعثهم كمظاهر إلهية بين البشر – قدّمت تعاليمهم الأساس لتقدم الحضارة البشرية. أوضح حضرة بهاءالله وهو رسول الدين البهائي، بأن الأديان تأتي من المصدر الإلهي ذاته، وهي بمثابة فصولٍ متتابعة لدين واحد مصدره الخالق العظيم.
نشأة الدين البهائي كانت من خلال رسالة أوكلها الله إلى حضرة الباب المبشر بالدين البهائي وحضرة بهاءالله. إن تعاليم حضرة بهاءالله جميعها تتمحور حول مبدأ وحدة العالم الإنساني، ولضمان وحدة الجامعة البهائية واستمرارية الهداية والارشاد خلّف من بعده ابنه حضرة عبدالبهاء "عباس افندي" بموجب نص صريح ومكتوب وأعطى توجيهات واضحة بهذا الخصوص، ومنه إلى حفيده حضرة شوقي أفندي ومن ثم بيت العدل الأعظم المنصوص عليه من قبل حضرة بهاء الله. فحافظ حضرة بهاءالله على الدين البهائي من أي انشقاق وانقسام بقوة العهد والميثاق. والبهائي يؤمن بالمكانة المقدسة الإلهية لحضرة الباب وحضرة بهاءالله والمعينين من بعدهما.
أعلن الباب أن البشرية تقف على أعتاب عصر جديد، فالهدف من بعثته التي استمرت ست سنوات، كان تمهيد الطريق لمجيء رسول من عند الله لهداية البشر. "يا أهل الأرض لقد جاءكم النّور من الله بكتاب ... لتهتدوا إِلى سبل السّلام ولتخرجوا من الظّلمات إِلى النّور بإذن الله على هذا الصّراط الخالص ممدودا".
في السنوات الأولى من القرن العشرين، عرفه العالم العربي والإسلامي باسم عباس أفندي وعرفه العالم الغربي باسم عبدالبهاء. وصفه العديد من الشخصيات في الشرق والغرب بأسمى الأوصاف مثل "العالم العلامة" و"الشيخ الورع العظيم" و"معدن الفضل والكمال" ووصفه قادة الفكر في الغرب بأنه "سفير للإنسانية والسلام". شرح عباس أفندي لأهل عصره أن الأديان كلها فيض إلهي من ينبوع واحد، وبأن دين الله واحد. فأَكد بأن المحبة هي الضامن الوحيد لتحقيق الاتحاد والنجاح.
حضرة بهاءالله هو الموعود الذي بشر به حضرة الباب وكافة المرسلين من قبل. حمل حضرة بهاءالله رسالة جديدة من عند الله إلى البشر. فمن خلال آلاف من الآيات والرسائل والكتب التي نزلت من يراعه المباركة؛ وضع حضرته الخطوط الرئيسة لإطار عمل يهدف إلى تطور الحضارة العالمية ويأخذ بعين الاعتبار البعدين الروحاني والمادي لحياة الانسان؛ ومن أجل ذلك تحمل السجن والتعذيب والنفي طيلة أربعين عاما.
بحكمة وبصيرة استثنائية وبتفان عظيم وعلى مدى 36 عاماً حافظ حضرة شوقي أفندي على الوحدة والتراصّ بين صفوف المؤمنين بصفته المبيّن الرسميّ المعتمد للكلمة الإلهيّة والآثار المقدسة تماماً كما فعل حضرة عبد البهاء من قبله. وعمل حضرته بصورة منتظمة على رعاية تطور المجتمع البهائي وتعميق مفاهيمه وتقوية اتحاده. مجتمعٌ أخذ ينمو وبشكل متزايد ليعكس في تكوينه تنوع الجنس البشري بأكمله.
إن تطور ونمو الدين البهائي حول العالم اليوم يتم بفضل هداية بيت العدل الأعظم وتوجيهاته. فقد أوصى حضرة بهاءالله في كتاب أحكامه بيت العدل الأعظم ببذل الجهد لإحداث تأثير حقيقي لصالح الجنس البشري، ونشر التعليم، والسلام والرخاء العالمي، وصون كرامة الانسان ومكانة الدين.